شجرة الزان Beech Tree رغم أن أشجار الزان موجودة في عدة أماكن متفرقة من العالم إلا أنها لا تكون في صورة غابات شاسعة ، اللهم إلا في الأماكن التي تكون التربة فيها من الجير ، أو الحجر الجيري . وهذا النوع من الأشجار لا يعيش في جو مصر. وهي تزرع في بريطانيا تحت نظام خاص لإدارة الغابات يعرف بالنظام الإنتخابي. والغابات لا تقتطع أشجارها كلها مرة واحدة ، وإنما يؤخذ من الغابة عدد من الأشجار من مختلف الأحجام على فترات. ويعوض النقص عن طريق النمو الطبيعي والزراعة الذاتية لأشجار المتبقية. وقد أطلق إسم Hanger على غابات الزان ، التي تنمو على سفوح الجبال الشديدة الإنحدار. وتؤلف أشجار الزان غابات من أجمل ما يوجد السير فيها. وأوراقها كثيفة بحيث لا ينفذ الضوء إلى الأرض إلى القليل ، لذلك يندر وجود نمو كثيف تحتها ، وفي الربيع تكون الأوراق ذات لون أخضر باهت جميل ، يزداد قتامة كلما تقدم الصيف. وفي الخريف يستحيل لونها إلى أحمر يميل إلى السماء ، براق قبل سقوطها مما يجعل الغابة في هذا الفصل أجمل الغابات كلها.
وكثيرا ما تزرع شجرة الزان للزينة في الحدائق ، أو على جانبي الطرق و الزان النحاسي وهو سلالة من الزان العادي ، من أكثر الأنواع شيوعا ، وأرواقه ذات لون أحمر بني داكن. وشجرة زان شعر العذارء Maiden-hair Beech ، و الزان الهرمي Pyramidal Beech سلالات أخرى من سلالات الزينة.
الشجرة
جذع شجرة الزان
شجرة الزان شجرة بديعة ، يزداد نموها ضخامة كلما كبرت في العمر. وقلفها رمادي اللون أملس ويظل أملس مهما بلغت الشجرة من العمر. ولهذا السبب تتشوه أشجار الزان أكثر من أي شجرة أخرى ، عندما يحفر الناس عليها أسماءهم. وتبلغ أشجار الزان إرتفاعا يبلغ حوالي 30 مترا في حوالي 100 سنة ، وتستمر في الزيادة في القطر مدة طويلة بعد ذلك.
الأوراق
أوراق شجرة الزان.
أوراق شجرة الزان بيضية الشكل ، وغير مسننة الحواف ، وتظهر الأوراق في شهر إبريل ، وتكون في بادية الأمر ذات لون أخضر باهت ، مغطاة من أسفلها بلون أبيض فضي ، يحميها من الصقيع المبكر. وفي أثناء فصل الشتاء تغلف براعم الأوراق المدببة في حراشف داكنة.
الثمرة
***جوز الزان في الخريف.
ثمرة الزان بندقة مثلثة ، ذات لون بني لامع ، ويطلق عليها عادة إسم Mast . تكون الثمار البندقية محمولة في أزواج يحيط بها غلاف سميك ، يغطي من الخارج بأشواك صلبة وبعض الحيوانات تجدها سائغة للأكل.
الأزهار
تخرج الأزهار متأخرة قليلا في شجرة الزان عن الأوراق. والأزهار المذكرة منفصلة عن المؤنثة وكلا النوعين محمول في نورات هرية. وتتدلى الأزهار المذكرة من حوامل طويلة بنيما تكون النورات المؤنثة قائمة ، ذات أعناق قصيرة.
مجتمعات غابات الزان
في الغابات التي تيسودها شجرة الزان ، تكون الظلال التي تلقيها الأشجار كثيفة ، بحيث لا تسمح للكثير من الأشجار الصغيرة والنبات الأخرى بالنمو. وتوجد أحيانا أشجار القطوس Yew والبهشية Holly ، وهي أشجار دائمة الخضرة ، ويمكنها أن تنمو إلى حد ما في بادية الربيع ونهاية الخريف ، حينما تتعرى أغصان الزان. وفي غابات الزان الشديدة الكثافة قد لا يوجد من النباتات التي تعيش فوق الأرض سوى النباتات التي تعيش على المواد النباتية المتحللة ، والتي تسمى نباتات مترممة وهي بذلك لا تحتاج للضوء. وأحد هذه النباتات أوركيد عش الطير Bird-nest Orchid.
وفي غابات الزان المشكوفة بشكل أكثر ، توجد دتشكيلة أكبر من النباتات منها وارف الغابة Woodruff العطر بأزهاره البيضاء التي تشبه النجوم و البنفسج Violet البري ، و زئبق الكلب Murcurialisperennis ، وهذه كلها نباتات لا تحتاج للضوء الكثير ، وتوجد دائما في الأماكن الظليلة. وفي الخريف توجد فطريات كثيرة وفطرة البيضاء العجيبة Lactarius pallidus ، لا توجد إلا في غابات الزان.
غابات الزان في أوروبا
European beech (Fagus sylvatica).
شجرة زان صوّرها أوجين آتجيه، ح. 1910-1915
توجد في أواسط أوروبا غابات كثيرة من الزان ، تنمو إبتداء من 350 متر فوق متسوى سطح البحر ، إلا 1600 أو 2000 متر في الجبال ، وكلما إتجهت جنوبا ، كلما نمت الأشجار على إرتفاعات أكبر ، والأشجار تنمو في الشمال في البلاد الواطئة ، أما في بريطانيا فإنها لا تمتد كثير في مشاتلها ، وأقدم وأحسن غابات الزان موجودة الآن في شرق جبال الألب. وفي القوقاز وغرب آسيا.
أمريكا الشمالية
زان أمريكا الشمالية (Fagus grandifolia)، في الخريف.
آسيا
الزان الصيني (Fagus engleriana).
فوائد الزان
خشب الزان مفيد جدا ولونه بني فاتح ونسيجه متاجنس في كل الإتجاهات ، مما يجعله مناسا بشكل خاص لصنع الأشياء الصغيرة المتقنة الصنع ، مثل كعوب البنادق وكعوب الأحذية ، والكؤوس الخشبية وألواح الخبز. وهو يستعمل كذلك وعلى نطاق واسع في عمل هياكل السيارات والأثاث ، وصناعة المقاعد في صناعة قديمة ولا زال الإسم التقليدي يطلق على من يزاولون صناعتها وهو Chiltern Hiils. وفي إنجلترا لا تنضج ثمار الزان جيدا ، أما في جنوب أوروبا فإنها تستمعل غذاء للخنازير ولإنتاج نوع من الزيت.